ملخص كتاب الرجل المتلاعب به لإيستر فيلار

ملخص كتاب الرجل المتلاعب به لإيستر فيلار

يُعد كتاب الرجل المتلاعب به (1971)  من أكثر الكتب إثارةً للجدل في القرن العشرين، حيث قلبت فيه الكاتبة الألمانية الأرجنتينية إيستر فيلار السردية السائدة عن العلاقة بين الرجل والمرأة رأسًا على عقب. بدل تصوير المرأة كضحية تاريخية لهيمنة الرجل قدّمت أطروحة صادمة تقول فيها إن الرجل هو الطرف المُستَغَل داخل النظام الاجتماعي الحديث، وإن المرأة نجحت تاريخيًا في بناء منظومة ناعمة للتحكم في الرجل دون صراع مباشر.

 

الفكرة المركزية

تنطلق فيلار من فرضية أساسية مفادها أن المرأة لا تسعى للسلطة المباشرة، بل للسيطرة عبر الامتياز. فبدل العمل والإنتاج أو تحمّل المخاطر طوّرت المرأة آليات نفسية واجتماعية تجعل الرجل هو من يعمل ويحارب ويدفع ويُضحّي، بينما تحصل هي على الحماية والاستقرار والموارد.

 

آليات “التلاعب” كما تراها فيلار

تُحلّل الكاتبة عدّة أدوات تعتبرها وسائل فعّالة لإخضاع الرجل، من أبرزها:

  • الجنس والعاطفة: استخدام المرأة القرب العاطفي والجنسي كوسيلة تحفيز أو عقاب.
  • الأمومة الرمزية: تحويلها الرجل إلى "طفل" يحتاج رضا المرأة وتقييمها.
  • الضغط الاجتماعي: ربط قيمة الرجل بقدرته على إعالة المرأة وإرضائها.
  • الخطاب الأخلاقي: تصوير أي تمرّد ذكوري بوصفه أنانية أو قسوة أو لا أخلاقية.

 

نقد الزواج والأسرة

ترى فيلار أن مؤسسة الزواج كما تطورت اجتماعيًا تخدم مصلحة المرأة أكثر من الرجل، إذ:

  • يتحمل الرجل العبء الاقتصادي الكامل.
  • تُكافأ المرأة اجتماعيًا بغضّ النظر عن مساهمتها الإنتاجية.
  • يُربط فشل الزواج غالبًا بتقصير الرجل لا ببنية العلاقة نفسها.

 

موقفها من النسوية

تقدّم فيلار نقدًا حادًا للحركة النسوية، معتبرةً أنها لا تسعى للمساواة الحقيقية بل لإعادة توزيع الامتيازات دون التخلي عن الحماية التي يوفرها الرجل. وتصف بعض مطالب النسوية بأنها محاولة للجمع بين "امتيازات الضعف" و"امتيازات القوة" في آن واحد.

 

لماذا الكتاب صادم؟

لأن فيلار:

  • استخدمت لغة مباشرة وغير تصالحية
  • هاجمت مسلّمات اجتماعية عميقة
  • كتبت من داخل النظام الغربي لا من خارجه
  • لم تُقدّم الرجل كبطل، بل ككائن مُدرّب على التضحية

 

الخلاصة الفكرية

لا يدعو الكتاب إلى العداء بين الجنسين، بل إلى إعادة وعي الرجل بموقعه داخل المنظومة الاجتماعية، وفهم كيف تُدار العلاقات بالقوة الناعمة لا بالقهر المباشر. سواء اتُفق مع فيلار أو لا يبقى الكتاب نصًا كاشفًا لآليات السلطة الخفية داخل العلاقات الإنسانية.